استخدم جميع الأفلام في الموقع لتبني رابطاً جديداً تشارك به أصدقاءك.
اختر مقاطعك، ورتبها بطريقتك، لتنشئ فلمك أنت. في دقائق تصنع قصتك عن موضوع معين، وتضعها على مواقع التواصل، أو ترسلها بالإيميل.
فرصتك لتحرر روايتك حسب رؤيتك.
فقدان المدينة أو غياب المدينة كان نتيجة مخطط للمشروع الصهيوني. الصهاينة رأوا المدينة خطرا على المشروع الصهيوني برمته، ولذلك كانت حرب المشروع الصهيوني على المدينة الفلسطينية حربا شرسة للغاية
تميزت فلسطين عبر التاريخ بموقعها الإستراتيجي المهم، إذ كانت بمثابة حلقة الوصل الثقافية بين جميع بلدان العالم العربي. وفي بداية القرن العشرين، ازدهرت الزراعة والتجارة، كما تطورت الحياة المدنية بظهور مختلف النشاطات الثقافية، كالمسرح والموسيقى والأدب.
وقد حافظت المدن الفلسطينية العريقة على علاقات اقتصادية وثقافية وطيدة مع العواصم العربية الأخرى، مثل القاهرة وبيروت ودمشق، كما أسست فلسطين سكة حديدية ربطت بين يافا والقدس والقاهرة.
قبل قيام دولة إسرائيل، كانت مدينة يافا من أهم المدن الفلسطينية، إذ تمثل مركز التجارة في فلسطين، فمنذ العصور القديمة، كان ميناء يافا البوابة الرئيسية للبحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى ازدهار العديد من المشاريع التجارية والاقتصادية الناجحة في هذه المدينة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
واشتهرت يافا بزراعة البرتقال وتصديره، وإنتاج جميع أنواع المواد الاستهلاكية، مثل الصابون وزيت الزيتون. كما كانت مطابعها تنشر معظم الصحف والكتب الفلسطينية.
لقد كانت مدينة يافا حيوية وثرّة ومزدهرة.
يافا كانت بوابة فلسطين للتجارة والتصدير والاستيراد، وهذا كان يخدم القطاعين الزراعي والصناعي
ويدحض ازدهار المدن الفلسطينية الرواية الإسرائيلية المفبركة التي ادعت أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض. بل على العكس، فقد تبوأت هذه المدن طليعة مراكز الثقافة والحضارة العربية، وهذه الحقائق تبطل الخرافة الإسرائيلية التي ادعت أن تأسيس دولة يهودية في قلب العالم العربي سيؤدي إلى تطور المنطقة وتحضُّرها.
وسعى الصهاينة، بعد عمليات التطهير العرقي التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني، إلى تدمير هوية مدنهم، بهدف القضاء على التراث الثقافي الفلسطيني.
سنة 1948 تم القضاء على المدينة الفلسطينية لتكريس الدعاوى الصهيونية بشأن أن فلسطين هي أرض جدباء من الناحية الثقافية، لأن أكثر شيء يمكن أن يبرهن على وجود شعب فلسطيني في فلسطين هو: المدينة الفلسطينية
عندما احتل الصهاينة مدينتي يافا وحيفا في نيسان عام 1948، وكانتا تحت الانتداب البريطاني، هجروا غالبية المواطنين الفلسطينيين إلى خارج المدينتين. أما العائلات الفلسطينية القليلة التي بقيت، فقد حشرت في مناطق مغلقة وبنيت حولها أسلاك شائكة وكأنها سجن، كما يروي القصة المؤرخ الفلسطيني عادل مناع.
وفي ليلة وضحاها، توقفت الحياة في مدينة يافا، قلب فلسطين، ومنع التجار من الوصول إلى محالهم، ومنعت العائلات الفلسطينية من العودة إلى منازلها التي استولى عليها الإسرائيليون ونهبوها.
روّجت إسرائيل أمام العالم أن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب وبلا ثقافة، وأن اللاجئين الفلسطينيين سيرحلون بسهولة للبلدان العربية المجاورة، وبذلك تختفي الثقافة والحضارة الفلسطينية بسلاسة.
شملت النكبة تخطيطا لمحو الوجود الفلسطيني
من الصعب، أو ربما المستحيل، استرجاع الثقافة الفلسطينية من دون المدن الفلسطينية التاريخية؛ فمعظم الفلسطينيين في الوقت الحاضر ولدوا بعد عام 1948، ولذلك، ليست لديهم أي ذاكرة شخصية تربطهم بتاريخ بلدهم وحضارته، سوى تلك القصص التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد آخر، كما أن معظم المدن الفلسطينية العريقة أصبحت الآن مدناً إسرائيلية.
وادي الصليب كان كله عرب، دمر كله. عندما عاد كثير من الفلسطينيين إلى منازلهم، وجدوا القادمين الجدد وضعوا يدهم عليها
وبالرغم من الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية، إلا أنه يمكن العثور اليوم على بعض آثار التراث الفلسطيني العريق.
وتثبت تلك الآثار القليلة الباقية لتاريخ فلسطين، للعالم بأسره، عراقة الثقافة الفلسطينية ورقيها، حتى وإن مُسحت هذه الدولة عن خريطة العالم، كما تثبت أن التراث الفلسطيني أعظم من أن يزول، حتى لو مُحيت هوية المدن الفلسطينية التي ولد وازدهر فيها.